ﷺ للقاء المشركين، فمرّ بحائط لمربع بن قيظي، وكان أعمى منافقا، فقال: يا محمد إن كنت رسول الله كما تقول، فلا تدخل حائطي. وجعل يحثو التراب في وجوه المسلمين. فضربه سعد بن زيد بن مالك الأشهلي بقوس كانت معه، فشجّه. فغضب له ناس من بني حارثة بن الحارث، وهم قومه وكانوا على مثل رأيه. فهمّ بهم أسيد بن حضير حتى أومى إليه رسول الله ﷺ، فكفّ.
وكان مع المسلمين يوم أحد فرسان: فرس لرسول الله ﷺ، وفرس لأبي بردة بن نيار البلوي حليف الأوس. وكانت عدّة المسلمين ألف رجل.
ويقال: كانوا ضعفهم يوم بدر. وكان فيهم مائة دارع. وعرض رسول الله ﷺ حين أتى الشيخين غلمانا، منهم عبد الله بن عمر، وزيد بن ثابت، وأسامة بن زيد وزيد بن أرقم، والبرآء بن عازب، وأسيد بن ظهير، وعرابة بن أوس بن قيظي، وأبو سعيد الخدري، وسمرة بن جندب، ورافع بن خديج. فقال رافع: جعلت أتطاول؛ وقد قيل لرسول الله ﷺ إني رام، فأجازني. وقال سمرة لربيبه مريّ بن ثابت بن سنان الخزرجي، وهو زوج أمه: يا أبه، أجاز رسول الله رافع بن خديج وردّني. فقال مريّ: يا رسول الله، أجزت رافعا ورددت ابني وابني يصرعه. فقال رسول الله ﷺ: تصارعا. فصرع سمرة رافعا. فأجازه. وكانت أم سمرة امرأة من بني أسد.
وقال الكلبي: هي الكلفاء بنت الحارث، من بني فزارة. وقال الواقدي، ذكر بعض الرواة أنه أصاب رافعا يوم أحد سهم في ترقوته.
فكان إذا ضحك فاستغرب، ندى، فقال له رسول الله ﷺ: إن شئت دعوت الله لك فبرأت، وإن شئت تركته، فإذا متّ كنت شهيدا. فتركه.