للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدثت عن محمد بن الفضيل عن أبي حازم قال: شهد عبد الرحمن بن عوف عند أبي بكر أن النبي قال: «لا نورث، ما تركنا صدقه» (١).

المدائني عن عثمان بن عبد الرحمن عن الزهري قال: كان أبو عبيدة بسن أبي بكر، وكان أبو بكر حليما ركينا، له وقار وحلم ورأي سديد، وكان رسول الله يشاوره ويقدمه في المشورة، وكانت قريش تعظم أبا بكر لما يرون من تقديم رسول الله له، وكان صاحبه في الغار، ومعه في العريش يوم بدر وأرسلت الأسارى يوم بدر فبدأوا بأبي بكر يطلبون إليه.

حدثني هدبة بن خالد، ثنا المبارك بن فضالة عن أبي عمران الجوني عن ربيعة الأسلمي قال: اختلفنا وأبو بكر في عذق (٢)، فقال أبو بكر للأنصاري كلمة ندم عليها فطلب إلينا أن نقول له مثلها ليكون ذلك قصاصا، فانطلقوا إلى رسول الله يستعدون عليه، فقلت: هو أبو بكر الصديق ورسول الله يغتمّ لغمّه، فلما انتهوا إلى رسول الله شكوه، فرفع رأسه إلي وقال: «يا ربيعة، مالك والصديق»؟ قلت: قال كلمة ندم عليها، فقال لي:

تردّ عليّ مثلها ليكون قصاصا، فأبيت، فقال رسول الله : «أجل، فلا ترد عليه، وقل غفر الله لك يا أبا بكر»، فولّى أبو بكر يبكي.

حدثنا محمد بن سعد عن الواقدي عن ابن أبي سبرة وغيره قالوا: كان بلال يحمل العنزة (٣) بين يدي رسول الله في الأعياد والمشاهد فلما قبض الله نبيه سأل بلال أبا بكر أن يشخص إلى الشام، وكره المقام بالمدينة بعد رسول الله ، فأذن له فحمل العنزة بين يدي أبي بكر سعد القرظ، وكان


(١) كنز العمال - الحديث:١٤١٠١،١٤٠٩٧.
(٢) العذق: النخلة بحملها، وقيل هو: القنو - العنقود - من النخل.
(٣) رمح قصير له سنان وزج، أشبه بطوله بالحربة.