للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول: قتلني محمد، فقيل: إنه إنما خدشك. فقال: أنا أعلم بالأمر.

فسقط ومات في الطريق.

وأما عبد الله بن حميد فأقبل يريد رسول الله ، فشدّ عليه أبو دجانة فضربه، وقال: خذها وأنا ابن خرشة. فقال رسول الله : «اللهم ارض عن ابن خرشة، فإني عنه راض».

- وكانت أم أيمن حاضنة رسول الله تسقي المسلمين الماء في نسوة من نساء الأنصار، فرماها حبان بن العرقة بسهم فأصاب ذيلها [فعقلها (١) وانكشف عنها]، فاستغرب ضحكا. فدفع رسول الله إلى سعد بن أبي وقاص سهما، وقال: ارمه. فأصابه، فسقط مستلقيا ميتا [وبدت عورته] (١) فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه، وقال: «استقاد لها سعد، أجاب الله دعوتك وسدّد رميتك».

- ونادى أبو عامر الراهب: أنا أبو عامر، فقالت له الأنصار:

لا مرحبا بك ولا أهلا يا فاسق، فقال: لقد أصاب قومي بعدي شرّ، واستشهد ابنه حنظلة بن أبي عامر، وكان قد تزوج امرأة وبات عندها بإذن رسول الله . فلما اجتمع المسلمون للقتال، خرج جنبا، فقاتل حتى استشهد، فرآه رسول الله والملائكة تغسله بماء المزن، فبعث إلى امرأته فسألها عن شأنه، فأخبرته أنه خرج إلى الحرب جنبا لا يتمالك من الزماع (٢) وحبّ لقاء المشركين. فهو غسيل الملائكة. وولده يعرفون ببني الغسيل.

وكان على رسول الله يوم أحد درعان، ومغفر، وبيضة.


(١) - عقلها: صرعها، وزيد ما بين الحواصر من مغازي الواقدي ج ١ ص ٢٤١.
(٢) - أي السرعة فالشجاع يزمع بالأمر ثم لا ينثنى. القاموس.