والإبهام. والأول أثبت. وضرب طلحة يوم أحد على رأسه المصلبة. فذكر ضرار بن الخطاب الفهري أنه ضربه على رأسه ضربة، ثم كرّ فضربه أخرى.
وكان في الرماة الحارث بن أنس بن رافع، فجعل يقول لأصحابه:
احفظوا وصية نبيكم، احفظوا عهد نبيكم. ولم يبرح في نفر ثبتوا معه.
فقتل عبد الله بن جبير والنفر، وقوم ثابوا إليه بعد كرور خالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل.
- وانتقضت صفوف المسلمين. وشطبت رباعية رسول الله ﷺ، وشقت شفته، وكلم في وجنتيه وفي أعلى جبهته، وكان عبد الله بن شهاب الزهري - جد محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب - وعتبة بن أبي وقاص - أخو سعد بن أبي وقاص-، وابن قميئة الأدرمي - من بني تيم بن غالب، فكان تيم أدرم، ناقص الذقن وأبيّ بن خلف الجمحي، وعبد الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصيّ تعاقدوا على قتل رسول الله ﷺ، فأما ابن شهاب فأصاب جبهته، وأما عتبة بن أبي وقاص فرماه بأربعة أحجار فكسر رباعيته اليمنى وشقّ شفته السفلى، وأما ابن قميئة الأدرمي فكلم وجنتيه وغيب حلق المغفر فيها، وعلاه بالسيف فلم يقطع. وسقط رسول الله ﷺ فجحشت ركبته.
وأما أبي بن خلف فشدّ عليه بحربة، فأعانه الله عليه فقتله، وكان لما شدّ عليه بالحربة يقول: لأقتلنك بها يا محمد، فقال رسول الله ﷺ: بل أنا قاتلك إن شاء الله، فيقال إنه انتزعها من يده، فقتله بها، ويقال إنه أخذ حربة من الزبير؛ ويقال: من الحارث بن الصمة، فطعنه بها. فكان أبيّ