إن استطعت لأشاركنّه وخليفته من بعده في عيشهما الشديد، لعلّي ألقى معهما عيشهما الرخيّ، قال: يريد مع رسول الله ﷺ وأبي بكر.
حدثني محمد بن سعد وروح بن عبد المؤمن قالا: ثنا مسلم بن ابراهيم، ثنا أبو عقيل، أنبأ الحسن أن عمر بن الخطاب أبى إلاّ شدة وحصرا على نفسه، فجاء الله بالسعة، فأتى المسلمون فدخلوا على حفصة فقالوا لها: أبى عمر إلاّ شدة، وحصرا على نفسه، وقد بسط الله في الرزق، فليبسط في هذا الفيء أو ما شاء منه، فهو في حل من جماعة المسلمين، فكأنما قاربتهم في هواهم، فلما انصرفوا من عندها دخل عليها عمر فأخبرته بقول القوم فقال عمر: يا حفصة بنت عمر نصحت قومك وغششت أباك، إنما حق أهلي عليّ في نفسي ومالي، فأما في ديني وأمانتي فلا.
حدثنا خلف بن هشام وابراهيم بن العلاف البصري قالا: ثنا أبو عوانة عن الأعمش عن ابراهيم أن عمر بن الخطاب كان يتجر وهو خليفة فجهز عيرا إلى الشام، وبعث إلى عبد الرحمن بن عوف يستقرضه أربعة آلاف درهم، فقال للرسول: قل له أن يأخذها من بيت المال ثم يردها.
فلما جاء الرسول فأخبره شقّ ذلك عليه فلقيه عمر فقال: أنت القائل خذها من بيت المال؟ فإن مت قبل أن يجيء المال قلتم أخذها عمر من بيت المال دعوها لورثته، وأؤخذ بها في يوم القيامة، لا ولكني أردت أخذها من رجل حريص شحيح مثلك، فإن مت أخذها من ميراثي، أو قال من مالي.
حدثني عمرو بن محمد الناقد، ثنا ابن نمير، أنبأ اسماعيل بن أبي خالد عن أبي بردة عن يسار بن نمير قال: سألني عمر: كم أنفقنا في حجتنا هذه؟ قلت: خمسة عشر دينارا.