عند أم سلمة زوج النبي ﷺ، فأمر ﷺ، فرّد إلى أحد، فدفن في ثيابه التي مات فيها.
- قال الواقدي: ودفن من دفن بأحد من الشهداء في الوادي. وكان طلحة بن عبيد الله إذا سئل عن تلك القبور المجتمعة بأحد، يقول: قبور قوم من الأعراب كانوا على عهد عمر بن الخطاب في عام الرمادة هناك، فماتوا، فتلك قبورهم. قال: وكان ابن أبي ذئب، وعبد العزيز بن محمد يقولان: لا نعرف تلك القبور المجتمعة؛ إنما هي قبور ناس من أهل البادية.
- وكان معاوية بن المغيرة بن أبي العاص، الذي جدع أنف حمزة ومثل به فيمن مثل، قد انهزم يوم أحد فمضى على وجهه، فبات قريبا من المدينة. فلما أصبح، دخل المدينة، فأتى منزل عثمان بن عفان بن أبي العاص فضرب بابه، فقالت له امرأته أم كلثوم بنت رسول الله ﷺ: ليس هو ها هنا. فقال: ابعثي إليه، فإن له عندي ثمن بعير ابتعته عام أول وقد جئته به. فأرسلت إليه وهو عند رسول الله ﷺ. فلما جاء، قال لمعاوية:
أهلكتني ونفسك؛ ما جاء بك؟ قال: يا بن عم، لم يكن أحد أقرب إليّ ولا أمسّ رحما بي منك، فجئتك لتجيرني. فأدخله عثمان داره، وصيره في ناحية منها، ثم خرج إلى النبي ﷺ ليأخذ له منه أمانا. فسمع رسول الله ﷺ يقول:«إنّ معاوية بالمدينة وقد أصبح بها، فاطلبوه». فقال بعضهم:
ما كان ليعدو منزل عثمان، فاطلبوه فيه. فدخل منزل عثمان، فأشارت أم كلثوم إلى الموضع الذي صيره عثمان فيه. فاستخرجوه من تحت حمارة (١) لهم،
(١) - الحمارة هنا: ثلاثة أعواد يشد بعض أطرافها إلى بعض، ويخالف بين أرجلها وتعلق عليها الاداوة ليبرد الماء. النهاية لابن الأثير.