للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العرب تخندق عليها. فجعل سلعا (١) وراء ظهره، وأمر فحفر الخندق أمامه. وجعل المسلمون يتحارسون في عسكرهم. وعرض رسول الله عليه وسلم الناس يوم الخندق، فأجاز عبد الله بن عمر بن الخطاب وهو ابن خمس عشرة سنة وأشفّ منها، وأجاز زيد بن ثابت الأنصاري ثم الخزرجي، وأجاز البراء بن عازب الأوسي، وأبا سعيد الخدري ولم يردّهم.

ويقال إنه أجازهم قبل ذلك. وكانت قريظة قد امتنعت من المظاهرة على النبي ، فلم يزل بهم حييّ وأصحابه حتى خرجوا معهم. واشتد خوف المسلمين ممن جاش عليهم من الأحزاب لكثرتهم. وكانوا كما قال الله: ﴿إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ،﴾ يعني يهود، ﴿وَ مِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ،﴾ يعني قريشا والعرب.

حدثني القاسم بن سلام، عن الحجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن مجاهد

في قوله ﴿إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ،﴾ قال: عيينة بن حصن في أهل نجد، ﴿وَ مِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ،﴾ أبو سفيان في قريش، ﴿وَ رَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ،﴾ قال: الأحزاب؛ ﴿وَ أَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ﴾ الآية، يعني بني قريظة. ﴿مِنْ صَياصِيهِمْ،﴾ قال: حصونهم وقصورهم.

﴿وَ قَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَ تَأْسِرُونَ فَرِيقاً﴾ (٢). وقال: وهذا كله في يوم الخندق.

قالوا: وكثر كلام المرتابين وظنوا الظنون. وكتب أبو سفيان إلى رسول الله : «باسمك اللهم. أحلف باللات والعزّى وساف ونائلة وهبل،


(١) - جبيل بالمدينة. وبني في مكان الخندق في فترة متأخرة سبعة مساجد، معروفة بالمدينة المنورة.
(٢) - سورة الأحزاب - الآيات:١٠ - ٢٦. الأموال ص ٢٤٣ - ٢٤٤.