للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الزبير في كتيبة، سوى كتيبة خالد. وجعل أبا عبيدة بن الجرّاح على الحسّر، فأوقعوا بالمشركين. وكان العباس بن عبد المطلب لقي رسول الله ﷺ بذي الحليفة، وهو يريد مكة وقد أظهر إسلامه، فأمره أن يمضي نقله إلى المدينة وقال: «هجرتك، يا عم، آخر هجرة كما أن نبوتي آخر نبوة».

وكانت قريش لما جنت ما جنت، خافت رسول الله ﷺ، فبعثت أبا سفيان يجدّد الحلف ويصلح بين الناس، فقال له علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: أنت سيد قريش، فاضرب يدا على يد، وأجدّ الحلف وأصلح بين الناس. فانصرف وهو يرى أنه قد صنع شيئا، ثم رجع وأقام بمرّ الظّهران حتى وجدته خيل رسول الله ﷺ فأتته به. فمنعه العباس واستأمن له. فدخل مكة مع رسول الله ﷺ، فلما رأى كثرة المسلمين وإيقاعهم بمن أوقعوا به من المشركين، قال: أبيدت خضراء قريش، لا قريش بعد اليوم. فقال العباس: يا رسول الله، إن أبا سفيان يحبّ الفخر على قريش، فاجعل له شيئا يعرف به. فقال ﷺ: «من أغلق بابه فهو آمن، ومن وضع سلاحه فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن». وأمر أن لا يجهز على جريح، ولا يتبّع مدبر، وأراد أبو سفيان دخول داره، فقالت له هند: وراءك، قبّحك الله فإنك شرّ وافد. وقتل من قريش أربعة وعشرون، ومن هذيل أربعة نفر. ويقال إنه قتل من قريش ثلاثة وعشرون، وهرب أكثرهم واعتصموا برؤوس الجبال وتوقلوا فيها. ويقال انه استشهد من المسلمين كرز بن جابر الفهري، وخالد الأشعر الكعبي.

وقال الكلبي: هو حبيش الأشعر بن خالد الكعبي، من خزاعة.