أين الخادم الذي وعدتني فإني لم أزل منتظرة له؟ فقال:
وأنت لو شهدتنا بالخندمة … إذ فرّ صفوان وفرّ عكرمة
أبو يزيد كالعجوز المؤتمة … لم تنطقي في اللوم أدنى كلمة
إذ ضربتنا بالسيوف المسلمه … لهم زئير خلفنا وغمغمة
وكان هؤلاء الذين ذكرهم يقولون: لا ندع محمدا يدخل مكة أبدا.
- وأمر رسول الله ﷺ بقتل ستة نفر، وأربع نسوة. فأما النفر:
فعكرمة بن أبي جهل، وهبّار بن الأسود، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، ومقيس بن صبابة، والحويرث بن نقيد، وابن خطل. وأما الأربع النسوة فهند بنت عتبة، وسارة مولاة عمرو بن هاشم بن المطلب، وقينتا هلال بن عبد الله بن الأخطل الأدرمي - ويقال هو عبد الله بن هلال؛ والأول قول الكلبي، وقينتاه فرتنا وأرنب، ويقال قريبة - وأبو يزيد: سهيل بن عمرو.
- فأما عكرمة، فإنه هرب. وأسلمت امرأته أمّ حكيم فقالت:
يا رسول الله زوجي هرب خوفا منك، فقال:«هو آمن». فخرجت في طلبه، ومعها غلام لها رومي فراودها عن نفسها، فلم تزل تمنيه حتى انتهت إلى حيّ من العرب فاستغاثهم عليه. فأوثقوه رباطا. وأدركت عكرمة في ساحل من السواحل، قد ركب البحر. فجعل النوتي يقول له: قل لا إله إلا الله، فقال: ويحك، ما هربت إلا من هذه الكلمة. وقالت له امرأته:
جئتك، يا بن عم، من عند أوصل الناس وأحلمهم وأكرمهم، قد أمنك وعفا عنك، فرجع. وأخبرته خبر الرومي. فقتله وهو لم يسلم بعد، ثم لما قدم على رسول الله ﷺ، وقف بين يديه. فأظهر السرور به. وأسلم وسأل النبي ﷺ أن يستغفر له. فاستغفر له، وقال: والله لأجتهدنّ في جهاد