ما أقتل بإشارة، لأن الأنبياء لا يكون لهم خائنة الأعين. وكان يأتي النبي ﷺ، فيسلم عليه. وولاه عثمان مصر، فابتنى بها دارا، ثم تحوّل إلى فلسطين فمات بها. وبعض الرواة يقول: مات بإفريقية. والأول أثبت.
- وأما مقيس بن صبابة الكناني، فإن أخاه هاشم بن صبابة بن حزن أسلم وشهد غزاة المريسيع مع رسول الله ﷺ فقتله رجل من الأنصار خطأ وهو يحسبه مشركا. فقدم مقيس على رسول الله ﷺ، فقضى له بالدية على عاقلة الأنصاري، فأخذها وأسلم ثم عدا على قاتل أخيه فقتله وهرب مرتدا وقال:
شفى النفس أن قد بات بالقاع مسندا … تضرّج ثوبيه دماء الأخادع
ثأرت به فهرا وحملت عقله … سراة بني النجار أرباب فارع
حللت به وتري وأدركت ثؤرتي … وكنت عن الإسلام أول راجع
فأمر رسول الله ﷺ بقتله من لقيه. فلما كان يوم الفتح، خرج مدججّا، وهو يقول:
دون دخول محمد أياها ضرب كأفواه المزاد.
وكان قد اصطبح ذلك اليوم في أصحاب له. وكانت أمه سهمية.
وكان معهم. فعاد حين انهزم الناس، فشرب. وعرف نميلة بن عبد الله الكناني موضعه، فدعاه. فخرج إليه ثملا، وهو يقول متمثلا:
دعيني أصطبح يا بكر إنيّ … رأيت الموت نقّب عن هشام
ونقّب عن أبيك أبي يزيد … أخي القينات والشرّب الكرام