للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لعمري لقد أخزى نميلة رهطه … وفجّع أضياف الشتاء بمقيس

فلله عينا من رأى مثل مقيس … إذا النفساء أصبحت لم تخرّس (١)

- وأما الحويرث بن نقيد، فكان يعظّم القول في رسول الله ، وينشد الهجاء فيه ويكثر أذاه وهو بمكة. فلما كان يوم الفتح، هرب من بيته. فلقيه علي بن أبي طالب فقتله.

- وأما هلال بن عبد الله بن عبد مناف الأدرمي، وهو ابن خطل - وبعضهم يقول عبد الله، والثبت أن اسمه هلال - فإنه أسلم وهاجر إلى المدينة. فبعثه النبي ساعيا على الصدقة، وبعث معه رجلا من خزاعة.

فوثب على الخزاعي فقتله. وذلك أنه كان يخدمه، ويتخذ له طعامه. فجاء ذات يوم ولم يتخذ له شيئا، فاغتاظ وضربه حتى قتله. وقال: إن محمدا سيقتلني به، فارتدّ وهرب وساق ما كان معه من الصدقة، وأتى مكة. فقال لأهلها: لم أجد دينا خيرا من دينكم. وكانت له قينتان، فكانتا تغنينان بهجاء رسول الله ، ويدخل عليهما المشركون فيشربون عنده الخمر.

فقال رسول الله يوم الفتح: اقتلوه ولو كان متعلقا بأستار الكعبة. فقتله أبو برزة الأسلمي. واسمه نضلة بن عبد الله، وذلك الثبت. وبعضهم يقول: اسمه خالد بن نضلة، وهو قول الهيثم بن عدي. وبعضهم يقول:

عبد الله بن نضلة أيضا، ويقال قتله شريك بن عبدة، من بني العجلان.

وحدثني محمد بن سعد، عن الواقدي، عن يعقوب بن عبد الله القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبي برزة.


(١) - الخرس: طعام النفساء. والشطرة الثانية مختلة الوزن ووردت بهذا الشكل في سيرة ابن هشام ج ٢ ص ٨٦١.