للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنه سمعه يقول: ﴿لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ* وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ﴾ (١).

فأخرجت عبد الله بن خطل، وهو في أستار الكعبة، فضربت عنقه بين الركن والمقام. ويقال: قتله عمار بن ياسر. ويقال سعيد بن حريث المخزومي أخو عمرو بن حريث.

- أما هند، فأسلمت وكسرت كل صنم في بيتها، وأتت رسول الله مسلمة، وبايعها مع النساء؛ وكان في بيعة النساء «أن لا يزنين»، فقالت: «وهل تزنى الحرّة؟». وأهدت إلى رسول الله جديين، واعتذرت من قلة ولادة غنمها. فدعا لها رسول الله ، فكثرت غنمهم.

فكانت تقول: هذا ببركة رسول الله ؛ فالحمد لله الذي هدانا للإسلام وأكرمنا برسوله، وقالت حين هدمت الأصنام التي كانت في بيتها: لقد كنا منكم في غرور.

- وأما سارة، صاحبة كتاب حاطب بن أبي بلتعة، فكانت مغنّية نوّاحة. وكانت قدمت من مكة، فوصلها رسول الله حين شكت إليه الحاجة. وقالت: إني قد تركت النوح والغناء. ثم رجعت إلى مكة مرتدّة، وجعلت تتغنى بهجاء رسول الله . فقتلها علي بن أبي طالب. ويقال غيره.

- أما قينتا ابن خطل، فإن إحداهما وهي أرنب - ويقال قريبة - فقتلت. وبقيت الأخرى، فجاءت مسلمة، وقد تنكرت. واسمها فرتنا.

ولم تزل باقية إلى خلافة عثمان. فانكسرت لها ضلع، وماتت، وقال الواقدي: كسرت ضلع من أضلاع فرتنا، قينة ابن خطل، فقضى عثمان فيه بثمانية آلاف: ستة آلاف ديتها وألفان لتغليظ الجناية.


(١) - سورة البلد - الآيتان:١ - ٢.