للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

-وكان عبد الله بن أبي أمية من أشدّ الناس على النبي . وكان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب شديدا عليه وكان يكذّبه ويهجوه. وفيه يقول حسان: (شعر)

أتهجوه ولست له بند … فشرّكما لخيركما الفداء (١)

فأتيا رسول الله بنيق العقاب فلم يأذن لهما، فأما عبد الله بن أبي أمية، فتكلمت فيه أخته أم سلمة، حتى أذن له فسلم عليه وبايعه ولم يغمص عليه في إسلامه حتى استشهد يوم الطائف، وأما أبو سفيان، فتكلم فيه العباس حتى أذن له وبايعه، ولم يزل مستغفرا مما كان فيه، مجتهدا في مناصحة الإسلام حتى مات في خلافة عمر، وصلى عليه عمر. ويقال إنّ أبا سفيان أتى النبي وهو بالأبواء، فأسلم. ويقال إنّ أبا سفيان كان أخا النبي من الرضاع: أرضعته حليمة أياما.

- قالوا: وجعل رسول الله يطعن الأصنام بمحجن معه ويقول:

﴿جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً﴾ (٢)، ودفع رسول الله مفتاح الكعبة إلى عثمان بن طلحة، وكان قد أسلم قبل الفتح، هو وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص في وقت واحد، وخرج عن المدينة إلى مكة، وفيه نزلت ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها﴾ (٣).

- وبعث سهيل بن عمرو ابنه، عبد الله بن سهيل، إلى رسول الله ، فأمنه رسول الله . فقال سهيل: «بأبي وأمي هو، فلم يزل برّا


(١) - ديوان حسان ج ١ ص ١٨.
(٢) - سورة الإسراء - الآية:٨١.
(٣) - سورة النساء - الآية:٥٨.