عيسى بن عمر قال: سألت ذا الرمة عن النضناض، فأخرج لسانه فحركه.
وأخبرني الأثرم عن الأصمعي عن عيسى بن عمر عن ذي الرمة بمثله.
وحدثني الأثرم عن الأصمعي عن عيسى قال: سألت ذا الرمة عن شيء من الكلام لا وجه له، فقال: أتعرف اليتن؟ قلت: نعم. قال:
فهذا من الكلام يتن، واليتن أن يخرج رأس المولود بعد رجليه وتخرج رجلاه قبل رأسه.
وقال ابن كناسة: أخبرتني امرأة من أهل البادية أنها رأت ميّ ذي الرمة تدخل بيتا، فأخبرت أنها ميّ فجلست على باب بيتها تنتظر أن تراها فدعيت لها فقالت: تعس غيلان فقد شهرني شهّره الله، وهي من ولد طلبه بن قيس بن عاصم المنقري، وقالت المرأة: رأيتها فوالله ما أكبرتها حتى تكلمت، فقلت: ما بلغ ذو الرمة نعتها.
وزعموا أم ميا كانت باقية الملاحة، وهي طاعنة في السّن، فقالت امرأة من ولد قيس بن عاصم ونحلته ذا الرمة:
على وجه ميّ مسحة من ملاحة … وتحت الثياب الخزي لو كان باديا
ألم تر أنّ الماء يخبث طعمه … وإن كان لون الماء في العين صافيا
فامتعض ذو الرمة وحلف بالله ما قاله.
قالوا: وكان ذو الرمة يشبّب بخرقاء وهي عامرية وقال:
ومن حاجتي لولا التنائي وربما … منحت الهوى من ليس بالمتقارب
عطابيل بيض من ربيعة عامر … عذاب الثنايا مثقلات الحقائب
(١)
(١) العطابيل: الطوال الأعناق من النساء، والحقائب: الأعجاز.