للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقظن الحمى والرمل منهنّ مخصر (١) … ويشر بن البان الهجان النجائب

(٢) وزعموا أن ذا الرمة شبب بخرقاء وهي مسنّة قد بلغت الستين وأدركها القحيف العقيلي، فأرسلت إليه تسأله أن يشبب بها في شعره فقال:

لقد أرسلت خرقاء نحوي جريّها … لتجعلني خرقاء فيمن أضلّت

وخرقاء لا تزداد إلا ملاحة … ولو عمّرت تعمير نوح وجلّت

(٣) وزعموا أن ذا الرمة أنشد قوله:

وعينان قال الله كونا فكانتا … فعولين بالألباب ما تفعل الخمر

(٤) وهو يريد كونا فكانتا فعولين خبر كانتا، فقال له عمرو بن عبيد:

ويحك، قلت عظيما، فقل فعولان بالألباب وظن أنه أراد كونا فعولين فكانتا، فقال ذو الرمة: ما أبالي أقلت هذا أم سبّحت، فلما علم ما ذهب إليه عمرو قال: يا سبحان الله لو عنيت ما ظننت لكنت جاهلا.

ورأى جرير ذا الرمة عند بعض الولاة فكلمه بكلمة في أمر السّرى والسّير فغضب جرير فقال:

وداوية لو ذا الرميمة رامها … وصيدح أودى ذو الرميم وصيدح

(٥) يعني ناقته فخضع له حتى رضي.

وكان لذي الرمة أخ يقال له مسعود بن عقبة وهو القائل:


(١) الحمى: موضع دون مكة ينزلنه في القيظ، وفي الديوان: والرمل منهن مربع، أي يرتبعن في الرمل.
(٢) ديوان ذي الرمة ج ١ ص ١٩٤.
(٣) ليسا في ديوانه المطبوع.
(٤) ديوان ذي الرمة ج ١ ص ٥٧٨.
(٥) ليس في ديوان جرير المطبوع.