للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جمعهم من معدّ وغيرهم، وأرسل إلى ضرار بن عمرو الضبي وهو الرديم - سمي رديما لأنه ردم ردما بأرض قومه، ويقال: إنه كان في حرب فسدّ موضعا فيها عن جماعة من قومه فقيل الرديم والرادم - وكان يومئذ شيخا كبيرا فأتاه في تسعة من ولده كلهم قد رأس، وقاد جيشا وبلي قتاله، وأتاه حبيش بن دلف أحد بني السّيد، وكان أحد فرسان العرب المعروفين وكان آدم نحيفا، فبعث معهم عيرا له إلى مكة، وقال لهم النعمان: إذا فرغتم من أمر العير فعليكم ببني عامر فإنهم قريب منكم. فلقوهم حين فرغ الناس من سوق عكاظ، ورجعت قريش إلى مكة، فزعموا أن عبد الله بن جدعان بعث إلى بني عامر من آذنهم بالجيش، فلقوهم بالقرنتين على حذر، ورئيس الناس أخو النعمان والضبّيون معه وغيرهم، وبنو عامر متساندون، فلما رأى عامر بن مالك أبو براء ما يصنع ضرار حمل عليه فطعنه فصرعه، وحامى عليه بنوه وأحاطوا به حتى ركب وكان عليه درعان فلم تعمل فيهما الطعنة، ثم حمل على حبيش بن دلف الضبي فأخذه أخذا عن فرسه فافتدى نفسه بأربعمائة بعير، وأسر وبرة أخو النعمان ورجعت عيون النعمان بما لقي ذلك الجيش وأخبر أن أخاه أسر في أول وهلة فلما انصرف ضرار قال له النعمان:

بلغني أن وبرة أسر وأنك قمت بأمر الناس وطعنت فسلمت فكيف هذا؟ قال: نجاني الأجل واكراهي نفسي على الحق الطوال يعني أمهات أولاده الذين حموه، وافتدى وبرة نفسه من يزيد بن الصّعق، وهو كان أسره بألف ناقة صفراء وقينتين وحكّمه في أمواله، ومكث يزيد بن عمرو بن خويلد بن نفيل بن عمرو بن كلاب، وهو يزيد بن الصّعق. وكان يقال لخويلد:

الصعق، وقعت عليه صاعقة فأحرقته بعد يوم القرنتين، ثم هلك فرثاه