قشير بن كعب فقال: استأسر فألقى رمحه واستأسر، وقد كان الزّهدمان وهما: زهدم وقيس ابنا حزن بن وهب بن عوير بن رواحة العبسيان. ويقال هما: زهدم وكردم ابنا حزن حاولا أن يستأسر لهما فلم يفعل، فلما استأسر لذي الرقيبة، وثب زهدم فاعتنقه، فافتدى حاجب نفسه بألف ومائتي ناقة ألف لمالك ذي الرقيبة ومائة لزهدم ومائة لأخيه قيس أو كردم. وفي ذلك يقول معقّر بن أوس بن حمار البارقي:
هوى زهدم تحت الغبار لحاجب … كما انقضّ أقنى ينفض الطلّ ماهر
قال: وبقي ذو الرقيبة إلى زمن معاوية ومعه ألف امرأة يقلن يا أبتاه ويا عماه.
وكانت جبلة قبل مولد النبي ﷺ بسبع عشرة سنة، وكان الذي هاج يوم جبلة أن بني عبس بن بغيض خرجوا هاربين من بني ذبيان بن بغيض وحاربوا قومهم بقوا متلددين متحيرين، فأجارهم الأحوص بن جعفر بن كلاب، فلما عرف خبرهم بنو ذبيان استعدوا واجتمعوا وعليهم حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري، ومعه بنو أسد، وكانوا وبنو ذبيان حلفاء، وكانت بنو عبس قتلت حذيفة بن بدر يوم الهباءة، ودست لسانه في استه، فكان يطلب بدم أبيه، وأقبل معهم معاوية بن شرحبيل الكندي، وكان من ولد الجون، وهو معاوية بن آكل المرار، وسمي الجون لسواده، وأقبلت بنو حنظلة بن مالك والرباب عليهم لقيط بن زرارة يطالبون بدم معبد بن زرارة، وأسرته بنو كلاب يوم رحرحان (١) فمات في أيديهم، فاقتتلوا قتالا شديدا.
(١) رحرحان: اسم جبل قريب من مكة وخلف عرفات. معجم البلدان.