للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كعب، فأمره. فكتب كتابا. ثم أعطاني إياه. وكان في أديم خولاني.

وقال: قد استعملتك على هؤلاء القوم، فأقرأ كتابي بعد ليلتين، واسلك النجدية. فكان فيه: «سر على اسم الله وبركته حتى تأتي بطن نخلة، فارصد بها عير قريش». قالوا: فسار حتى صار إلى نخلة فوجد بها عيرا لقريش، فيها عمرو بن الحضرمي، وحكم بن كيسان مولى بني مخزوم، وعثمان بن عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة المخزومي، ونوفل بن عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة. فحلق ابن كيسان رأسه حين رأى المسلمين. فلما أراد واقد بن عبد الله التميمي، وعكاشة بن محصن أن يغيرا على العير، رأيا الحكم محلوق الرأس. فانصرفا وقالا: هؤلاء قوم عمار. ثم تبينوا أمرهم، فقاتلوهم. فرمى واقد عمرو بن الحضرمي، فقتله. واستأسر عثمان بن عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، وحكم بن كيسان. وأعجزهم نوفل بن عبد الله، واستاقوا العير. ويقال إن المقداد بن عمرو أخذ حكم بن كيسان أسيرا. فلما قدم بابن كيسان على رسول الله ، دعاه إلى الإسلام.

فأسلم وجاهد حتى قتل ببئر معونة شهيدا، ورسول الله راض عنه.

وكان في الجاهلية المرباع. فخمّس رسول الله تلك الغنائم، ولم يربّعها. وكانت أول غنيمة خمست في الإسلام. ثم أنزل الله ﷿ آية الغنيمة في الأنفال (١). ويقال إنّ هذه الغنيمة أخرّت حتى قسمت مع غنائم أهل بدر. وجعلت قريش تقول: استحلّ محمد القتال في الشهر الحرام، يعنون رجبا، وقال بعض المسلمين: يا رسول الله، أنقاتل، في الشهر الحرام؟ فأنزل الله ﷿: ﴿يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَ صَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَ كُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَ إِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ﴾


(١) - انظر سورة الأنفال - الآية:٤١.