﴿عِنْدَ اللهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ﴾ (١). يقول: القتال في الشهر الحرام كبير؛ وأكبر من القتال في الشهر الحرام، الصدّ عن سبيل الله، والكفر به، وإخراج أهل المسجد الحرام منه؛ وفتنة المشركين المسلمين في الشهر الحرام أشدّ من القتل. وبعد هذه السرية كانت غزاة بدر القتال. وفدي عثمان بن عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة. فأتى مكة، ثم قتل يوم أحد كافرا.
- وسرية عمير بن عدي بن خرشة، أحد بني خطمة، من الأوس، إلى عصماء بنت مروان اليهودي. وكانت تؤذي رسول الله ﷺ، وتعيب الإسلام، وقالت شعرا، هو:
فباست بني مالك والنبيت … وعوف وباست بني الخزرج
أطعتم أتاويّ من غيركم … فلا من مراد ولا مذحج
ترجونه بعد قتل الرؤوس … كما يرتجى مرق المنضج
وكانت تحت رجل من بني خطمة.
وقال عمير بن عدي حين بلغه قولها: لله عليّ أن أقتلها إذا قدمت المدينة. وكان والمسلمين في مغزاهم ببدر. فلما قدم المدينة، سأل رسول الله ﷺ أن يأذن له في قتلها، ففعل. فأتاها ليلا، فقتلها لخمس ليال بقين من شهر رمضان، وجاء إلى رسول الله ﷺ. فقال:«أقتلت عصماء»؟ قال: نعم. فقال رسول الله ﷺ:«لا ينتطح فيها عنزان». وهو ﷺ أول من قالها.
وقال ابن الكلبي: هو عمير بن خرشة بن أمية بن عامر بن خطمة - واسم خطمة عبد الله - بن جشم بن مالك بن الأوس. وعدي أخو عمير.
- وسرية سالم بن عمير الأنصاري في شوال سنة اثنتين إلى أبي عفك،