وهو الثبت. وبعضهم يقول: عفك، وكان شيخا كبيرا يحرّض الناس على النبي ﷺ، وكان من بني عمرو بن عوف. ولم يدخل في الإسلام. فأقبل إليه سالم منصرفه من بدر، وهو نائم بفناء منزله في بني عمرو بن عوف، فقتله، وصاح حين وجد حرّ السيف صيحة منكرة، فاجتمع إليه قوم ممن كان على مذهبه، فقبروه. وتغيب سالم، فلم يعلموا من قتل عفك. وقال قوم: أتاه علي بن أبي طالب، وهو نائم على فراشه، فقتله. وكانت غزاة بني قينقاع بعد هذه السرية، ثم غزاة السويق، ثم غزاة قرقرة الكدّر.
- وسرية إلى كعب بن الأشرف اليهودي، وكان طائيا. بعث رسول الله ﷺ محمد بن مسلمة، ومعه خمسة من الأنصار أو أربعة وهو خامسهم، فأتوه وهو في أطمة. فنادوه، فنزل إليهم، فقتلوه. وكان فيهم عباد بن بشر بن وقش الأوسي، وكان أخاه من الرضاع، فقال:
صرخت به فلم ينزل لصوتي … وأوفى طالعا من فوق قصر
فعدت فقال من هذا المنادي … فقلت أخوك عبّاد بن بشر
وكانت هذه السرية في شهر ربيع الأول سنة ثلاث، وكان ابن الأشرف أتى مكة، ورثى أهل بدر وأقام بمكة، وكان حسان بن ثابت يهجو كل من آواه وأنزله، بأمر رسول الله ﷺ. فإذا بلغهم هجاؤه، أخرجوه. فلما لم يجد له مؤويا، آتى المدينة. فقال رسول الله ﷺ:«اللهم اكفني كعبا بما شئت»، لإعلانه الشر وقوله الشعر. فانتدب له محمد بن مسلمة. وبعد هذه السرية غزاة ذي أمرّ، ثم غزاة بني سليم ببحران.
- وسرية القردة، وهي فيما بين الرّبذة والغمر، ناحية ذات عرق.
وكانت قريش عدلت بعيرها عن الطريق إلى ماء هناك خوفا من المسلمين.
فوجّه رسول الله ﷺ زيد بن حارثة مولاه في عدّة من المسلمين، وزيد