للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أميرهم. فظفر بالعير، وأفلت أعيان القوم: صفوان بن أمية وغيره، فبلغ الخمس عشرين ألف درهم. وكان فرات بن حيان العجلي دليل قريش، فأسره زيد وأتى به النبي ، فأسلم، وكانت هذه السرية في جمادى الآخرة سنة ثلاث. وبعدها كانت غزاة أحد.

- وسرية أبي سلمة بن عبد الأسد، إلى بني أسد، في المحرم سنة أربع. وكانوا جمعوا جمعا عظيما، وعليهم طليحة بن خويلد، وأخوه سلمة بن خويلد، يريدون غزو المدينة، فبلغ قطنا، وهو جبل، فلم يلق كيدا. وذلك أن الأعراب تفرّقوا، وأصاب نعما استاقها. ويقال إنه لقيهم، فقاتلهم، فظفر وغنم.

- وسرية أميرها المنذر بن عمرو بن خنيس بن لوذان الساعدي. بعث به رسول الله مع أبي براء عامر بن مالك الكلابي، ملاعب الأسنّة، في صفر سنة أربع. وذلك أنه وفد على النبي فسأله أن يوجّه معه قوما يعرّفون من وراءه فضل الإسلام، ويدعونهم إليه، ويصفون لهم شرائعه.

وعرض رسول الله عليه الإسلام فقال: أرجع إلى قومي، فأناظرهم، فلما سار إلى بئر معونة، استنهض عامر بن الطفيل بن مالك، من بني كلاب، لقتال أصحاب رسول الله . وكانوا أربعين رجلا، ويقال سبعين. فلم ينهضوا معه كراهة أن يخفروا ذمة أبي براء. فأتى بني سليم، فاستنفرهم. فنفروا معه وقاتلوا أصحاب النبي ببئر معونة.

فاستشهدوا جميعا. فغّم ذلك أبا براء، وقال: أخفرني ابن أخي ذمته من بين قومي.

وكان ممن استشهد ببئر معونة: عامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق. طعنه جبّار بن سلمى بن مالك بن جعفر بن كلاب. فأخذ من