للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فتى لم توركه الإماء ولم يكن … غذاء له لحم الخنازير والخمر (١)

فقال ابن هبيرة: ما رأيت أكرم من الفرزدق مدحني أسيرا، وهجاني أميرا.

المدائني قال: كتب بلال بن أبي بردة إلى الشماخ عامله على اليمامة في تسخير الإبل فسخر إبلا لابن الفرزدق، فجعل ابن الفرزدق يعقرها، فضربه الشماخ مائة سوط، فاستعدى الفرزدق بلالا، فلم يعده فقال:

فلو كان من جهال قومي عذرته … ولكن عبدا من شعاعة أحمرا (٢)

وكلم الفرزدق الزعل الجرمي في حاجة لراويته أبي شفقل فلم يقضها فقال:

سل الزعل عن آبائه ثم قل له … ألست ابن جرم معدن اللؤم والبخل

وما خلت جرما يعرفون أباهم … إذا حصّلوا يوما ونجلوا إلى الأصل (٣)

في أبيات فلام بلال الفرزدق على هذا الشعر، فقال: ليس هو لي، وإنما هو من قذائف الشيطان، فقضى بلال حاجته.

وحدثني التوزي عن الأصمعي قال: كان الحجاج يقول: ما أشعر الفرزدق في قوله لي:

لا يألف البخل إن النفس باسلة … والرأي مجتمع والجود منتشر (٤)

وحدثت عن أبي بكر الهذلي قال: كنا عند الحسن، فجاء رجل فقال: يا أبا سعيد الرجل يقول لا والله وبلى والله لا يعتقد اليمين. فقال


(١) ليسا في ديوان الفرزدق المطبوع.
(٢) ليس في ديوانه المطبوع.
(٣) ليسا في ديوانه المطبوع، الناجل: الكريم النسل. القاموس.
(٤) ديوان الفرزدق ج ١ ص ٣٤٩ مع فوارق.