ويقال أيضا إنّ قسيّا كان عبدا لأبي رغال، وكان أصله من قوم نجوا من قوم ثمود. فهرب من مولاه، ثم ثقفه، فسماه ثقيفا، وانتسب ولده بعد حين إلى قيس. ولذلك يقال إنّ ثقيفا بقية ثمود، وكان الحجاج يقول:
يقولون إنا بقية ثمود؛ وهل بقي مع صالح إلاّ المؤمنون!
- فأما أبو رغال، فيقال إنّ أصله من العرب العاربة، وكان له سلطان بالطائف وما والاه. فكان يأخذ من أهل عمله غنما بسبب خرج كان له عليهم. وكان ظلوما غشوما. فأتى على امرأة تربّي يتيما صغيرا في عام جدب وقحط بلبن عنز، لم يكن بالطائف شاة لبون سواها، فأخذها.
وبقي الصبي بغير رضاع، فمات. فرمى الله أبا رغال بقارعة، فهلك.
ودفن بين الطائف ومكة فقبره هناك يرمى على وجه الدهر.
وقوم يقولون: كان أبو رغال عبدا لشعيب بن ذي مهدم الحميري الذي قتله قومه، وكان فيما يزعمون مبعوثا إليهم. فلما بلغه ما فعل أبو رغال من ترك الصبي بلا رضاع، أمر به، فقتل، وأمر برجم قبره.
ويقال إن أبا رغال كان قائد الفيل وبعض أدّلاء الحبشة على البيت.
فمات، فأمر النبي ﷺ برجم قبره. وإنّ جد أبي الحجاج كان يخدمه. فقيل للحجاج «عبد أبي رغال». وكان حمّاد الراوية يقول: ثقيف من ولد أبي رغال، وأبو رغال من بقية ثمود؛ وكان أخذ عنزا ترضع صبيا يتيما فهلك الصبي، ولم يرم مكانه حتى مات فرجم قبره. والله أعلم. وقال جرير:
إذا مات الفرزدق فارجموه … كما ترمون قبر أبي رغال (١)
- وقال هشام بن الكلبي: خرج جلّ إياد يؤّمون العراق. فنزل