للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

-وقال محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، قال سمعت زياد بن ضميرة بن سعد السلمي، يحدث عن عروة بن الزبير، عن أبيه، وجده جميعا، قالا:

كنا مع النبي بحنين، فصلى بنا الظهر، ثم جلس في ظل شجرة هو بحنين. فقام إليه الأقرع بن حابس، وعيينة بن حصن، فطلب عيينة بدم عامر بن الأضبط، وجعل الأقرع يدفع عن محلم بن جثامة لمكانه من خندف. فقال عيينة: والله لا أدعه حتى أذيق نساءه من الحزّ ما أذاق نساءنا. ورسول الله يقول: تأخذون الدية خمسين في سفرنا هذا، وخمسين إذا رجعنا. وعيينة يأبى عليه. فقام رجل من بني الليث، يقال له مكيتل وهو قصير مجتمع، فقال: «يا رسول الله ما وجدت لهذا القتيل شبها في غرّة الإسلام إلا غنما وردت فرميت أولاها فنفرت أخراها. اسنن اليوم وغيّر غدا». فقال رسول الله : خذوا الدية خمسين في سفرنا، وخمسين إذا رجعنا. فقبلوا ذلك. ثم قال: «أين صاحبكم»؟ فقام رجل ضرب، طوال، عليه حلة قد كان تهيأ فيها للقتل حين جلس إلى النبي . فقال:

ما اسمك؟ قال: محلم بن جثامة. فقال رسول الله : «اللهم لا تغفر لمحلم بن جثامة».

فقام وهو يتلقى دمعه بفضل ردائه. قال زياد، عن أبيه، عن جده: وأما نحن فنقول: إنا لنرجو أن يكون النبي قد استغفر له بعد ذلك؛ وأما ما ظهر من رسول الله ، فهو هذا.

وقال محمد بن إسحاق، حدثني من لا أتهمه، عن الحسن البصري:

أن النبي قال لمحلم: «أقتلت رجلا قال: آمنت بالله؟» ويقال:

«تلك المقالة؟» فما مكث محلم إلا سبعا، حتى مات. فدفن، فلفظته