للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم حج رسول الله حجته التي تدعى حجة الوداع، وتوفي سنة إحدى عشرة.

- وكان رسول الله قد رأى توجيه أسامة بن زيد في سرية إلى الذين حاربهم أبوه يوم مؤتة، وأمره أن يوطئهم الخيل، وعقد له لواء، وضم إليه أبا بكر، وعمر رضي الله تعالى عنهما فيمن ضمّ. فمرض قبل أن ينفذ الجيش، فأوصى بإنفاذه، فقال: «أنفذوا جيش أسامة»، فلما استخلف أبو بكر، أنفذه، وكلمه في عمر لحاجته إليه. فخلفه، ومضى أسامة فأوقع بالعدو، ثم قدم المدينة.

وحدثت عن أحمد بن محمد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن أبي القعقاع بن عبد الملك بن أبي حدرد، عن أبيه قال:

بعثنا رسول الله إلى إضم. فخرجت في سرية فيها أبو قتادة الحارث بن ربعى، ومحلم بن جثامة بن قيس. حتى إذا كنا ببطن إضم، مرّ بنا عامر بن الأضبط الأشجعي على قعود له، ومعه متيّع له، ووطب من لبن. فسلم علينا، فأمسكنا عنه. وحمل عليه محلم بن جثامة، فقتله لشيء كان بينه وبينه، وأخذ بعيره ومتيّعه. فلما قدمنا على رسول الله أخبرناه الخبر. فنزل فيه: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا﴾ (١).


(١) - سورة النساء - الاية:٩٤. سيره ابن هشام ج ٢ ص ١٠٤٤ - ١٠٤٦.