للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنكم تنثرون الكلام نثرا، وإن النبي كان يخرجه نزرا.

- وحدثني الزيادي، حدثني أبو أحمد السكري، حدثني عبد الملك بن وهب، عن الحر الخثعمي أن النبي خرج من مكة مهاجرا إلى المدينة، فنزل بأمرأة من خزاعة يقال لها عاتكة بنت خالد بن خليف، ويقال لزوجها أكثم بن الجون بن منقذ الخزاعي، وهي أم معبد. فوصفته فقالت:

كان ظاهر الوضاءة، متبلج الوجه، حسن الخلق، لم تعبه ثجلة، ولم تزر به صعلة، وسيما قسيما، في عينه دعج، وفي أشفاره وطف، وفي صوته صحل، وفي عنقه سطع، وفي لحيته كثاثة، أزجّ، أقرن؛ إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سما وعلاه البهاء؛ أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأحسنهم وأحلاهم من قريب؛ منطقة فصل، لا نزر ولا هذر كأنه خرزات نظم يتحدرن، حلو المنطق، لا يشنى من طول، ولا تقتحمه العين من قصر، غصن بين غصنين فهو أنضر الثلاثة منظرا وأحسنهم قدرا؛ له رفقاء يحفون به، إذا قال أنصتوا، وإذا أمر بادروا إلى أمره، محفود محشود، لا عابس ولا مفنّد. .

«الثجل»: عظم البطن. و «الصعل»: صغر الرأس. و «الوسيم»:

الجميل. وكذلك «القسيم». و «الدعج»: شدة سواد الحدقة.

و «الصحل»: شبيه بالبّحة؛ تقول إنه ليس بحادّ الصوت. و «السطع»:

طول العنق، لا تقتحمه العين ولا تزدريه بل تهابه فتقصر نظرها دونه.

و «الوطف»: طول هدب العين. ويروى: «غصنا بين غصنين»؛ ويروى: «محفودا محشودا، لا عابسا ولا مفندا»؛ ويروى: «كان منطقه فصلا، لا نزرا ولا هذرا».