حاجبه: يا هذا ما أعياك لقد كسبت نفسك شرا، دعاك أمير المؤمنين لتحدثه وتسره وتلهيه، وقد علمت أنه انفرد بهذا المكان لئلا يرى ولا يسمع شيئا يكرهه ويؤذيه للعلة التي هو فيها، فما عدوت أن نعيت إليه نفسه وكدرت عليه عيشه. قال: فأقمت أياما أتوقع ما أكره وجعل الشاميون يقولون أين هذا العراقي الأحمق الذي أغضب أمير المؤمنين؟ وجعل هشام يقول: يا مسلمة إنك لا تزال تأتيني بما أكره، ثم لقيني الحاجب فقال: إن أمير المؤمنين قد ذكرك فقال: لله در ابن الأهتم، وأمر لك بصلة، وأذن لك في الانصراف.
وسأل رجل خالدا فأعطاه درهما، فقال له: يا سبحان الله أتعطيني درهما فقط؟ فقال: يا أحمق أما علمت أن الدرهم عشر العشرة، والعشرة عشر المائة والمائة عشر الألف، والألف عشر دية مسلم.
وقال خالد بن صفوان: وفدت على هشام فدخلت عليه وذلك بعد عزله خالد بن عبد الله القسري، فألفيته جالسا على كرسي في بركة ماؤها إلى الكعبين، فدعا لي بكرسي فجلست عليه ثم ساءلني وحادثته طويلا، ثم إنه أطرق إطراقة ورفع رأسه فقال: يا خالد رب خالد جلس مجلسك كان ألوط (١) بقلبي وأحب إلي منك. فقلت: يا أمير المؤمنين إن حلمك لا يضيق عنه، فلو صفحت عن جرمه. فقال: يا خالد إن خالدا أدلّ فأملّ، وأوجف فأعجف، ولم يدع لراجع مرجعا.
وقال خالد بن صفوان لأمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد - حين أتى البصرة منهزما من أبي فديك-: الحمد لله الذي خار لنا عليك ولم يخر لك