للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالمجمر، وقوله للحتات: يا أديرة، وقوله لقطري حين بلغه خبره: إيه أبا نعامة إذا ركب بنات سجاح، وقاد بنات صهال (١)، وأصبح بأرض وأمسى بأخرى طال أمره، وقوله للرجل الذي لطمه: لم لطمتني؟ فقال: جعلوا لي جعلا على أن ألطم سيد بني تميم، قال: سيدهم جارية بن قدامة، فأتى الرجل جارية فلطمه، فقطع جارية بن قدامة يده.

المدائني عن أبي الأشهب العطاردي قال: كتب عبد الملك إلى الأحنف يدعوه إلى بيعته فقال: يدعوني ابن الزرقاء إلى ولاية أهل الشام، ولوددت أن بيننا وبينهم جبلا من نار، من أتانا منهم وأتاهم منا احترق.

وقال الأحنف لابنه: يا بني إذا كنت قليلا فلا تكن خبيثا.

المدائني عن مسلمة بن محارب قال: خرج زياد بن عمرو بن الأشرف مع المصعب، فلما صار إلى الكوفة قال للأحنف: يا أبا بحر إنّ عليّ دينا، ولي مؤونة، وقد جفاني هذا الرجل، وإني لخليق، فكلّمه ليقضي ديني، وإلا فإن الأرض واسعة كأنه يتهدده بالمصير إلى عبد الملك، فقال الأحنف:

يا زياد إن مصعبا وليكم، فأكرم أشرافكم وأحسن إلى العامة والخاصة منكم، ولا أراك وأصحابك تنتهون حتى تدخلوا أنباط الشام، وأقباط مصر عليكم، وايم الله لئن فعلتم لتزمّنّ بزمام من تحرك أكبّه لذقنه، ثم لا تزالون أذلاء ما بقيتم ولا تمنعون ذنب ثعلة (٢)، وكلمه فأمر له بثلاثين ألفا، فلما قدم الحجاج وجاء أهل الشام قال زياد: رحم الله أبا بحر فقد جاء ما كان يقول.


(١) من خيول العرب.
(٢) أنثى الثعالب.