للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وولاه الحجاج فرأت البصرة فاجتمع إليه أهل البلد لينظر في أمر خراجهم فقال: لست من همتكم في شيء، ولا بد أن تقشعوا عن جلال (١) من تمر، وقطف بيض لأم الهمهام. فأوقروا له سفينة تمرا، وأعطوة عشر قطائف، فترك عمله، وانصرف إلى البصرة.

وكان خالد بن شعبة جميلا، فكان الحجاج يعجب من جماله وبيانه، وكان أيضا يعجب بأخيه عمر.

وولد خزاعي بن مازن: جلّ. وحجر. وربيعة. وصعير. منهم:

عباد بن علقمة بن جعفي بن أبي رومي بن حزابة بن صعير بن خزاعي، وهو الذي يقال له عباد بن أخضر، وأخضر زوج أمه، بعثه عبيد الله بن زياد إلى بلال بن مرداس فقتله وأصحابه بفارس، فلما انصرف عرض له ناس من الخوارج بالبصرة فقتلوه، وقد ذكرنا خبره، وقال الشاعر:

لقد كان قتل ابني شمير خيانة … كما قال ذؤبان العراق ابن أخضرا

وقيل انه قتله قوم من أهل البصرة، وقيل قتله الخوارج. وكان عباد بن عباد سريا وفيه يقول اللعين:

أعبّاد إنّا إن نزرك فطالما … سما لك بيّوت الهموم الطوارق

وقال آخر:

لا خير في نائل الفتيان تسألهم … إلا سؤالك عباد بن عباد

وكان معبد بن علقمة أخو عباد شاعرا، وقتل قاتل أخيه مع ناس من قومه، وكان مالك بن الريب حبس في سرف (٢) بمكة فأخرجه بجاهه، وكان


(١) الجلال: أوعية من خوص. وقشع القوم: فرقهم، وأقشعوا تفرقوا. القاموس.
(٢) سرف: موضع على ستة أميال من مكة. معجم البلدان.