ومنهم: شعبة بن القلعم - مخفف - وبعضهم يقول: القلعمّ - فيشدد الميم - بن خفاف بن عبد يغوث بن سنان بن ربيعة بن كابية بن حرقوص، كان شريفا في زمن زياد، وكان لسنا، وبعثه الحجاج إلى عبد الملك ومعه مال، فهلك بالشام.
فولد شعبة: عبد الله. وعمر. وخالدا.
قال أبو الحسن المدائني: نظر الأحنف إلى خيل لبني مازن فقال: هذه خيل قلما تدرك بالثأر، فقال شعبة: أما في أبيك فقد أدركت بثأرها، فقال الأحنف: لشيء ما قيل: دع الكلام للجواب، وكانت بنو مازن قتلت قيسا أبا الأحنف فقال البلتع.
هم منحوا قيسا صدور رماحهم … فأتلفنه والحارث بن خلاس
وقتل قيس يوم تيّاس.
وقال عبد الله بن شعبة حين احتضر: إنّ عليّ دينا، فلا تقضوه، فان لي ذنوبا أعظم من الدين فما أحسن حالي إن بلغ بي إلى الدين، اللهم إن تغفر تغفر جمّا.
وأبو الهمهام أخو شعبة بن القلعم وكان جافيا.
حدثنا المدائني قال: لما قدم عبد الله بن عامر بن كريز البصرة واليا أيام عثمان رضي الله تعالى عنه صعد المنبر فأرتج عليه فاغتم، فلما كانت الجمعة الأخرى قال لزياد: مر بعض هؤلاء يتكلم، فقال لأبي الهمهام المازني: قم فتكلم وكان جافيا فصعد المنبر فقال: الحمد لله الذي خلق السموات والأرض في ستة أشهر، فقيل له: إنها ستة أيام. فقال: ما عظّمت من عظمة الله وأمره فهو أفضل.