وقال محمد بن سعد: كانت وفاتها، فيما ذكر الواقدي وغيره، ليلة الثلاثاء لثلاث ليال خلون من شهر رمضان. وكان رسول الله ﷺ قال لفاطمة: «أنت أسرع أهلي لحاقا بي. فوجمت. فقال لها: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة؟ فتبسمت. قالوا: وأوصت فاطمة أن تحمل على سرير طاهر، فقالت لها أسماء بنت عميس: أصنع لك نعشا كما رأيت أهل الحبشة يصنعون. فأرسلت إلى جريد رطب فقطعته، ثم جعلت لها نعشا. فتبسمت ولم تر متبسمة بعد وفاة النبي ﷺ إلا ساعتها تيك. وغسلها عليّ، وأسماء، وبذلك أوصت. ولم يعلم أبو بكر، وعمر بموتها.
وولدت خديجة لرسول الله ﷺ أيضا عبد الله، وهو الطاهر، وهو الطيب. وسمي بهذين الاسمين جميعا، لأنه ولد بعد المبعث في الإسلام.
وتوفي بمكة. فقال العاص بن وائل: محمد أبتر، لا يعيش له ولد ذكر.
فأنزل الله ﷿: ﴿إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾. (١).
وتوفيت خديجة في سنة عشر من المبعث، قبل موت أبي طالب. وكان بين وفاتها وموت أبي طالب شهر وخمسة أيام، ويقال خمس وخمسون ليلة.
ويقال ثلاثة أيام. ومات أبو طالب في آخر شوال، وأول ذي القعدة.
ويقال توفي للنصف من شوال. وقال بعض البصريين: ماتت قبل الهجرة بخمس سنين ونحوها. وذلك غلط. ونزل رسول الله ﷺ في قبرها. ولم يكن سنت الصلاة على الجنائز يومئذ. وقال الكلبي وغيره: غسلتها أم أيمن وأم الفضل.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة،