للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألا يا قيس قد ألقحت حربا … يضيق بها من القوم الصدور

قتلت ابني هبلت بلا قتيل … وهذا يا بني عبس كبير

سبقتك أو سبقت فكل هذا … إلى جنب التي حدثت صغير

فسيروا في البلاد ولن تسيروا … وطيروا في السماء ولن تطيروا

فلما قتل قيس مالك بن حذيفة قال: قد وترت الربيع وبني بدر، ولا آمن إن صرت إلى قوم آخرين أن يجري بيني وبينهم شيء أكرهه، فقال شعرا بعث به إلى الربيع بن زياد يقول فيه:

فقولوا للربيع أتاك ضيف … فلا يكن البعاد له بزاد

وكلمه فيه عمارة بن زياد أخوه، وكان متلوّنا عليه حتى قتل مالك بن زهير بن جذيمة أخو قيس وكان سبب قتله أن حذيفة وجه أخاه حملا. وقال له اقتل مالك بن زهير بمالك بن حذيفة، وافتك به كما فتك بابن أخيك، فلم يزل يطلب الفرصة في قتله فألفاه غارا في ناحية من بلاد بني فزارة فقتله، فقال عنترة:

لله عينا من رأى مثل مالك … عقيرة قوم إن جرى فرسان (١)

وهذا البيت حجة لمن قال إنه لم يجر إلا فرسان.

وقد كان حذيفة قبل دية ابنه مالك، وكانت مغلّظة، وهي مائة ناقة عشراء، وغيره ذلك من إبل وأعبد، فأعظمت بنو عبس وبنو فزارة قتل مالك جدا.

وقالت الجمانة بنت قيس بن زهير: أزرني جدتي آتك بخبر الربيع، فقالت لها: يا جدتاه ما قال الربيع في قتل عمي مالك؟ قالت: والله


(١) ليس في ديوانه المطبوع.