الأسلت وكعب اليهودي، فقال قيس: إني لا آكل لمالك ثمنا، ولا أقبل به إلا حملا أو حذيفة فانصرفوا، وقال أحيحة:
إن يكن ما أرى حذيفة يأتي … هـ سدادا فلا رأيت سدادا
وأرى الغيّ ما يقول أخوه حم … ل والفساد يدعو الفسادا
وقد قيل إن سنانا أشار بالصلح، فكان حذيفة يتلوّن عليه، وكان أهوج مقداما لا يثبت على رأي، وذلك أثبت.
قالوا: وتجمع بنو ذبيان، وأغاروا على بني عبس، فلم يصنعوا شيئا، فغزتهم بنو عبس، وعليهم الربيع فهزمت بنو عبس، واتبعهم بنو ذبيان، وكانت وقعتهم بذي حسي، بقرب اليعمرية (١)، ولحق حمل بن بدر زبان بن الأسلع فأخذه وأتى به حذيفة، فقال له حذيفة: ادفع إليّ ابنيك وابني أخيك عمرو بن الأسلع ليكونوا عندي رهينة عنك فلا تقاتلني بعدها، فقال: أعطيك الحبيبين؟ قال: أي والله وإلا قتلتك. فأعطاه العهود والمواثيق ليأتينه بهما وبابني أخيه، فلما صار إلى بني عبس نهاه قيس عن دفعهم إلى حذيفة، قال: فكيف أصنع بعهدي وميثاقي والله لا خست به، فانطلق بالأربعة إلى حذيفة وقال: قد وفيت لك فادفع الغلمة إلى أخوالهم ليكونوا عندهم، وكانت أم ابنيه ابنة مالك بن سبيع الثعلبي، وأم ابني أخيه من بني جحاش، فأما بنو جحاش فمنعوا ابني أخيه، وأما مالك بن سبيع فدفع ابنيه إلى حذيفة فأمر أخاه حملا أن يأخذ بأرجلهما فيضرب بهما عراقيب الإبل حتي يقتلهما ففعل، وجعلا يقولان: يا أبتاه، حتى ماتا.
(١) اليعمرية: ماء بواد من بطن نخل من الشربة لبني ثعلبة. معجم البلدان.