وفي رواية أخرى أن بني فزارة لما لحقوا بني عبس قالوا لهم: أتقتلون أم تقيدون؟ فقال قيس للربيع: هم أكثر منا، ولن نستطيع قتالهم، ولكنا نعطيهم رهائن من أبنائنا، فإنهم لا يقتلون الصبيان، وإن قتلوهم كان ذلك أيسر من قتل الآباء، فندفعهم عنا حتى ينقطع الأمر بيننا وبينهم فيما يريدون من أموالنا، ونعدّ لهم بعد ذلك على مهل، قال الربيع: بل نحاربهم.
فصدّه قيس عن ذلك فقال الربيع:
حرّق قيس عليّ البلاد … حتى إذا اشتعلت أجذما
جريرة حرب جناها فما … تعرج عنه وما أسلما
عطفنا وراءك فرساننا … وقد مال سرجك واستقدما
في أبيات.
فدفعوا إليهم عدة غلمان فجعلوا عند سبيع بن عمرو، وهلك سبيع فلم يزل حذيفة يخدع مالك بن سبيع حتى دفعهم إليه، فأتى بهم اليعمرية، فقتلهم بالنبل، فحشدت بنو عبس والتقوا باليعمرية. فقتل زياد بن الأسلع يزيد بن حذيفة، ويقال قتله قيس، وولت بنو ذبيان، فأدرك زبّان حميد بن الحارث بن بدر فصرعه، وشد الحكم بن مروان بن زنباع بن جذيمة على مالك بن سبيع فقتله، وقتل ورد أبو عروة الصعاليك هرم بن ضمضم في عدة آخرين، وذلك الثبت.
وقتل مالك بن ظويلم العبسي وورد قاتل هرم، ثم انحدرت فزارة وعبس إلى ذي بقر، فاقتتلوا وحمل قيس بن زهير على مالك بن بدر فقتله، وانهزمت بنو فزارة.
ولما قتل مالك بن بدر ويزيد بن حذيفة، جمع حذيفة بني فزارة وأسد