للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولقد سريت على الظلام بمغشم … جلد من الفتيان غير مثقّل

ممّن حملن به وهنّ عواقد … حبك الثياب فشبّ غير مهبل

حملت به في ليلة مزؤودة (١) … كرها وعقد نطاقها لم يحلل (٢)

جاءت به حوش الجنان مبطّنا … سهدا إذا ما نام ليل الهوجل (٣)

وإذا رميت به الفجاج رأيته … يهوى محارمها هويّ الأجدل (٤)

وإذا طرحت له الحصاة رأيته … ينزو لوقعتها طمور الأخيل (٥)

وقد يقال ان أبا كبير الهذلي كان خدنا لأم تأبط شرا فقالت: إني أخاف هذا الغلام على نفسي وعليك فاقتله فجعل يطلب غرّته فإذا نام فرمى بحصاة وثب كأنه ليث، وأن أبا كبير قال فيه هذا الشعر حين قتلته هذيل والله أعلم.

وخرج تأبط شرا ومعه الشّنفرى الأزدي وآخر وهم يريدون بجيلة، فمروا بماء لهم فلما عرفوا تأبط طلبوه وعدا ففاتهم وقال قصيدة يقول فيها:

إني إذا خلة ضنّت بنائلها … وآذنت بضعيف الحبل حذّاق

نجوت منها نجائي من بجيلة إذ … طرحت ليلة ذات الرّهط أرباقي


(١) مزؤودة: فزعة.
(٢) أراد أن أمه أعجلت عن حل نطاقها للجماع، أي لم تكن متأهبة فتحل عقد نطاقها أو تأتي الفراش، ولكنها فوجئت وأكرهت فسبق ماء الرجل وغلب، فخرج الولد مذكرا لاحظ فيه للتأنيث، والعرب تزعم ذلك وتتواصف به: حماسة أبي تمام ص ٢٨٠.
(٣) الحوش فيما تزعم العرب: إبل الجن. والمبطن: الخميص البطن، والهوجل الثقيل.
(٤) الأجدل: الصقر.
(٥) الطمور الوثب، والأخيل: طائر الشقراق، وهو ينزو في مشيه ويحجل كالغراب. شرح حماسة أبي تمام ص ٢٨٠ - ٢٨٢.