وكان عبد الله بن خازم لقي سلم بن زياد منصرفه من خراسان بنيسابور وأعانه بمائة ألف، فقالت جماعة من بكر بن وائل واليمن وغيرهم:
علام يأكل هؤلاء خراسان دوننا، فأغاروا على ثقل عبد الله بن خازم فقوتلوا عنه فكفوا.
وولى عبد الله بن الزبير عبد الله بن خازم خراسان، فاعترض عليه سليمان بن مرثد أحد بني سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة، وقال: ليس ابن الزبير بخليفة، وإنما هو عائذ بالبيت فحاربه ابن خازم وهو في ستة آلاف فقتل سليمان، واجتمعت ربيعة إلى أوس بن ثعلبة فاستخلف ابن خازم ابنه موسى بن عبد الله، وسار إليه فقاتله، ثم دس إليه من سمّه فمرض وواقعه فأصابته جراحة مات منها.
وولى عبد الله بن خازم ابنه محمدا هراة، وصفت له خراسان، ثم إن بني تميم هاجوا بهراة وقتلوا محمدا فقتل أبوه به عثمان بن بشر بن المحتفز المزني صبرا، ثم إن بني تميم خلعوا ابن خازم، وورد كتاب عبد الملك بن مروان على عبد الله بن خازم بولايته خراسان، فأطعم رسوله كتابه، وقال:
ما كنت لألقى الله وقد نكثت بيعة ابن حواريّ رسوله وبايعت ابن طريده، فكتب عبد الملك إلى بكير بن وسّاج بولاية خراسان، فدعا الناس إلي بيعته فأجابوه وانتقضوا على ابن خازم، فمضى ابن خازم يريد ابنه موسى وهو بالترمذ في عياله، فاتبعه بحير بن وقاء الصريمي من بني تميم فقاتله بقرب مرو، ودعا وكيع ابن الدورقية القريعي - واسم أبيه عميرة وأمه من سبي دورق - بدرعه وسلاحه فلبسه، وخرج فحمل على ابن خازم ومعه بحير فطعناه، وقعد وكيع على صدره وقال: يا لثارات دويلة، ودويلة أخو وكيع