فخرجوا إلى عمر فشهدوا عليه عنده بما رأوا فوجه عمر أبا موسى واليا وأمره أن يشخص المغيرة فأشخصه إليه فزعموا أنه رأى امرأة في طريقه على ماء فخطبها وتزوجها ونقط جسمه بعسل وألزق عليه القطن، فدرأ عمر الحد عنه لأن زيادا قال رأيت منظرا قبيحا، وسمعت نفسا عاليا وما أدري أخالطها أم لا، فجلد عمر الشهود إلا زيادا، وقال حسان بن ثابت في المغيرة:
لو انّ اللؤم ينسب كان عبدا … قبيح الوجه أعور من ثقيف
تركت الدين والإسلام جهلا … غداة لقيت صاحبة النصيف
ومال بك الهوى وذكرت لهوا … من الحسناء بالغمر اللطيف (١)
وقد ذكرنا ولايته البصرة في كتابنا في أمر البلدان.
وقال الهيثم بن عدي: ابتاع المغيرة من مصقلة بن هبيرة الشيباني جارية، فلما صارت إليه ندم مصقلة على بيعها فقال للمغيرة: إني قد وطئت هذه الجارية حديثا فلا تطأها حتى تستبرئها، فأني أحسبها حبلى وانسلّ مصقلة هاربا حتى أتى الشام، فشكا المغيرة ورماه بالزنى، فأغضب ذلك معاوية وأمر بحبسه، ويقال إنه حدّه، وقال: أنت أعلم به من عمر، لقد حدّ من قذفه، ثم إنه رضي عنه وولاه طبرستان.
وقال الكلبي ابتاع المغيرة من مصقلة جارية بألفي درهم فغشيها ولم يستبرئها، فخرج مصقلة إلى معاوية فحكم معاوية بأن الولد للفراش، وأصلح بينه وبين المغيرة.