للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومات المغيرة بالكوفة فقدم مصقلة الكوفة وقد ولاه معاوية طبرستان، فوجد المغيرة متوفى، فقال متمثلا قول مهلهل:

إن تحت الأحجار حزما وجودا … وخضّما ألدّ ذا مغلاق

حيّة في الوجار أربد لا ين … فع منه السليم رقي الراقي

وكانت بكر بن وائل قالت لمصقلة: يا أبا الفضيل انبش قبر المغيرة فقال: لا والله لقد كنت يا أبا عبد الله شديد العداوة لمن عاديت، كريم الإخاء لمن آخيت، والله ما يمنعني فعلك بي أن أقول فيك الحق، ولقد صدقت باديتك.

وقال أبو اليقظان: هرب مصقلة من علي إلى معاوية، ثم قدم الكوفة بعد ذلك، والمغيرة عليها فغضب عليه المغيرة بسبب جارية طلبها منه فلم يبعه إياها، ولم يهبها له، وقال: هي جاريتي، وهرب إلى الشام فأخذها المغيرة بمال ادعاه عليه ووطئها فولدت مطرف بن المغيرة فكان الحجاج يقول: هو ابن مصقلة، ولو كان من ثقيف لم يخرج على السلطان، ولكنه من بكر بن وائل.

وقال أبو عبيدة: لما هلك مصقلة بطبرستان، وقدم بثقله أخذ المغيرة جارية أعجبته بثمن، فقالت: إني حامل فكذبها وقال هذا الحنجار (١) منك، ووطئها قبل الاستبراء، والخبر الأول أثبت.

حدثني عباس بن هشام الكلبي عن أبيه، ثنا أبو سعد مولى كندة قال: شهدت جنازة المغيرة بن شعبة، ومات في يوم شديد الحر فدفن في


(١) المحنجر: داء في البطن. القاموس.