مدركة - وعامر بن إلياس وهو طابخة؛ وعمير بن إلياس، وهو قمعة.
وأمهم خندف. واسمها ليلى بنت حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.
- وروى عباس عن أبيه، عن جده وغيره، قالوا:
ندّت إبل إلياس، فدعا بنيه فقال لعمرو: إني طالب إبلي في هذه الجهة، فاطلبها يا عمرو في هذه الجهة الأخرى. وقال لعامر: التمس لي صيدا، وأعدد لنا طعاما، فتوجّه إلياس وعمرو ابنه في بغاء الإبل. وقالت ليلى لإحدى جاريتيها، وكانت لها جاريتان يقال لإحداهما ضبع وللأخرى نائلة: اخرجي في طلب أهلك فاعرفي خبرهم. واستخفها التطلع لتعلم خبر زوجها. فخرجت فتباعدت من الحواء مهرولة. وجاء عامر محتقبا صيدا.
فقال لنائلة: قصيّ أثر مولاتك، فلما ولت، قال: تقرصفي - أي أسرعي. والقرصافة، الخذروف. يقول: كوني كالخذروف في السرعة-.
ولم يلبثوا أن جاء الشيخ، وعمرو ابنه، وقد ردّ الإبل على أبيه، وتوافوا جميعا، فلما وضع الطعام بين أيديهم، قال إلياس: السليم لا ينام ولا ينيم. يقول: من نابه أمر، لم يستقرّ حتى يقضي اهتمامه به.- والسليم: اللديغ - فقالت ليلى امرأته: والله إن زلت أخندف في طلبكم والهة - والخندفة: الهرولة-. فقال إلياس: فأنت خندف. فغلب اللقب على اسمها. فقال عامر: لكني والله لم أزل في صيد وطبخ حتى جئتم.
قال: فأنت طابخة. وقال عمرو: والذي فعلت أفضل: لم أزل بحداء في طلب الإبل حتى أدركتها ورددتها. قال: فأنت مدركة. وقالت نائلة: أنا قصصت أثر مولاتي حتى أشرفت على الموت. قال: فأنت قاصّة. وقالت ضبع: وأنا التي تقرصفت لا أتلي. قال: فأنت قرصافة. لكنك يا عمير انقمعت في البيت. فأنت قمعة. فغلبت هذه الألقاب على أسمائهم.