-قالوا: وكان صفوان بن المعطل السلمي حنقا على حسان بن ثابت لما كان تكلم به في أمره وأمر عائشة من الإفك، فشدّ عليه بسيف فضربه به ضربة شديدة حتى اجتمع قومه، وغضبت له الأنصار، فكلمهم رسول الله ﷺ حتى رجعوا وسكتوا. ووهب لحسان يومئذ شيرين أخت مارية، فولدت له عبد الرحمن بن حسان الشاعر. فصار حسان سلفا لرسول الله ﷺ من قبل مارية. فحدّث عبد الرحمن بن حسان، عن أمه قالت: كنت أنا وأختي مارية نصيح على إبراهيم، وهو محتضر، فلا ينهانا النبي ﷺ عن ذلك؛ فلما مات، نهانا عن الصياح.
وحدثني عباس بن هشام، عن أبيه، عن جده قال:
لما قبض النبي ﷺ، اعتدّت مارية، وكانت تكون في مشربتها ينفق عليها أبو بكر حتى توفي ثم عمر. وتوفيت لسنتين من خلافته في شهر رمضان، فجمع عمر الناس لحضورها، وصلى عليها، ودفنها في بقيع الغرقد.
- وحدثني هشام بن عمار، حدثني أبي عمار بن نصير، عن عمرو بن سعيد الخولاني، عن أنس بن مالك.
أن سلامة، حاضنة إبراهيم بن النبي ﷺ، قالت: يا رسول الله، إنك تبشّر الرجال بخير، ولا تبشر النساء؟ فقال:«أما ترضى إحداكن أنها إذا كانت حاملا من زوجها، وهو عنها راض، كان لها أجر الصائم القائم في سبيل الله؛ فإذا أصابها الطّلق لم يعلم أهل السماء والأرض ما أخفي لها من قرّة أعين؛ فإذا وضعت لم يجرع ولدها من لبنها جرعة ولم يمصّ مصّة إلا كتب لها بذلك حسنة».