إلى شرحبيل بن عمرو الغساني بمؤتة، فلم يتهيأ شخوصه حتى قبض رسول الله ﷺ، فأمر أن ينفذ جيش أسامة. وأنفذه أبو بكر رضي الله تعالى عنه بعد وفاته، فأوقع بالعدو وغنم المسلمون، وكان بين خروجه وقدومه أربعون ليلة، ويقال شهران. وأستقبله الناس حين قدم مستبشرين بقدومه.
- وحدثني عباس بن هشام، عن أبيه، عن جده، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال:
خرج رسول الله ﷺ عاصبا رأسه، حتى جلس على المنبر، وكان الناس قد تكلموا في أمره حين أراد توجيههم إلى مؤتة، فكان أشدّهم قولا في ذلك عياش بن أبي ربيعة. فقال: «أيها الناس، أنفذوا بعث أسامة، فلعمري لين قلتم في إمرته، لقد قلتم في إمرة أبيه من قبله، ولقد كان أبوه للإمارة خليقا، وإنه لخليق بها. «وكان في جيش أسامة: أبو بكر، وعمر، ووجوه من المهاجرين والأنصار رضي الله تعالى عنهم. وخرج، فعسكر بالجرف. فلما قبض رسول الله ﷺ واستخلف أبو بكر، أتى أسامة فقال له: قد ترى موضعي من خلافة رسول الله ﷺ؛ وأنا إلى حضور عمر ورأيه محتاج؛ فأنا أسألك تخليفه. ففعل، ومضى أسامة حتى قدم سالما غانما، فسرّ الناس بذلك.
- وحدثت عن الواقدي، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم قال:
فرض عمر رضي الله تعالى عنه لعبد الله بن عمر في ألفين وخمسمائة، وفرض لأسامة في ثلاثة آلاف، فقال عبد الله: ما شهد أسامة مشهدا لم أشهده. فقال عمر: كان والله أحبّ إلى رسول الله ﷺ منك، وكان أبوه أحبّ إلى رسول الله من أبيك.