للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الواقدي في إسناده:

توّجه أسامة في سنة سبع في سرية، فلحق نهيك بن مرداس الجهني.

فلما لحمه السيف، قال: لا إله إلا الله، فقتله واستاق من كان معه من النعم. فلما رجع، قال له رسول الله : «يا أسامة، أقتلت رجلا يقول لا إله إلا الله؟ فقال: إنما قالها، يا رسول الله، متعوذا. قال: فهلاّ شققت عن قلبه؟ فجعل أسامة على نفسه ألا يواجه رجلا يقول: لا إله إلا الله» بسيف أبدا؟

فلما نهض علي إلى البصرة لحرب أصحاب الجمل، دعاه إلى الخروج معه، فقال: والله إني لأصدقك المحبة؛ ولو كنت بين لحيي أسد لأحببت أن أكون معك، ولكني جعلت على نفسي وعاهدت ربي أن لا أقاتل أحدا يقول لا إله إلا الله.

- قالوا: وكان أسامة من الرماة المذكورين، وخلفه رسول الله مع عثمان على رقية بنت رسول الله . وتوفي بوادي القرى، وكان قد نزلها.

وذلك في أيام معاوية. ويقال إنه قدم المدينة من وادي القرى، فمات بالمدينة.

وحدثني المدائني، عن مسلمة بن محارب قال:

قال معاوية لأسامة بن زيد: رحم الله أم أيمن، كأني أرى ساقيها وكأنهما ساقا نعامة. فقال أسامة: كانت والله خيرا من هند، وأكرم. فقال:

وأكرم أيضا؟ فقال: نعم؛ قال الله ﷿: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ﴾. (١).

- وقال الواقدي: كان أسامة حين قبض رسول الله ابن إحدى


(١) - سورة الحجرات - الآية:١٣.