وعشرين سنة أو أقل بأشهر، وكان يوم الفتح يأتي بملء الدلو من ماء زمزم، وقد أمره رسول الله ﷺ بمحو الصور التي كانت في الكعبة فيبلّ الثوب، ثم يضرب به الصورة. ولم يحلّ لواءه الذي عقده له رسول الله ﷺ حين أمره على الجيش، بعد قتل أبيه، وكان منصوبا في بيت له.
قال الكلبي: وقيل لأبي بكر رضي الله تعالى عنه: إنّ عامة الناس مع أسامة، وقد ارتدت العرب، فكيف تفرّق الناس؟ قال: والله، لو ظننت أن السباع تأكلني وإني اختطف في هذه القرية لأنفذت بعثه كما أمر رسول الله ﷺ. ثم دعا أسامة، فقال: انفذ يا أبا محمد رحمك الله، واعمل بما كان رسول الله ﷺ أمرك به. ولم يوصه بشيء.
- حدثنا محمد بن الصباح، عن شريك، عن العباس بن ذريح، عن البهي، عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت:
عثر أسامة بعتبة الباب فانشجّ في وجهه. فقال لي رسول الله ﷺ:
«أميطي عنه الأذى. فقذرته. فجعل رسول الله ﷺ يمصّ شجته ويمجّ دمها، ويقول: لو كان أسامة جارية لحليته وكسوته حتى أنفقته».
قال ابن الصباح، قال شريك: الدم حرام، وقد مصّه النبي ﷺ ثم لفظه ومجّه؛ والطعام حرام على الصائم ولا بأس بأن يتذوق الرجل القدر بطرف لسانه وهو صائم ما لم يدخل حلقه.
- قالوا: وكانت بركة، وهي أم أيمن، لرسول الله ﷺ، ورثها من أبيه، فأعتقها. ويقال بل كانت مولاة أبيه، فورث ولاءها. ويقال بل كانت لأمه، فورثها منها، وأعتقها. وكانت تحضن رسول الله ﷺ وتقوم عليه.
- حدثني محمد بن مصفى الحمصي، ثنا محمد بن حمير، عن أبي بكر بن