للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قومه. فجمعت له رطبا وغير ذلك، وأتيته به وهو بقباء، فقلت: هذا صدقة مني. فدعا قوما من أصحابه، فأكلوا ذلك، ولم يأكل منه، وقال:

إني لآكل الصدقة. ثم أتيته بشيء، فقلت: هذا هدية. فقبل ذلك مني، ثم تحولت فنظرت إلى الخاتم الذي كان صاحبي وصفه لي بين كتفيه.

فأكببت أقبله وسألني، فقصصت عليه قصتي. وكاتبت صاحبي القرظى على مائة وستين فسيلة وأربعين أوقية من ذهب. وأتيت النبي . فأعانني سعد بن عبادة بستين نخلة، وأعانني الأنصار بالمائة الباقية. وأتى النبي ذهب من معدن بني سليم، فأعطاني منه شيئا استقللته، وقلت:

لا يبلغ أربعين أوقية. فوضعه في فمه، وقال: ادفعه إلى صاحبك.

فوزن، فإذا هو تمام ما أريد. فكان سلمان يقول: أنا سلمان بن الإسلام (١).

- وحدثني عمر بن بكير، عن الهيثم بن عدي، عن المجالد بن سعيد قال:

سئل الشعبي هل كان سلمان من موالي رسول الله ؟ قال: نعم، أفضلهم؛ كان مكاتبا فاشتراه وأعتقه. قالوا: وشهد سلمان الخندق، ولم يتخلف عن غزاة من غزوات رسول الله . ومات بالمدائن في خلافة عثمان. وكان يكنى بأبي عبد الله.

قالوا: ورأى عيينة بن حصن سلمان عند رسول الله يوما وعليه شملة، فقال له: إذا دخلنا عليك، فنحّ عنا هذا وأمثاله فنزلت فيه:

﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾


(١) - انظر السير والمغازي لابن اسحق ص ٨٧ - ٩٣.