للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الطائف فأتى الحارث بن كلدة الثقفي، وكان طبيب العرب. فداواه، فبرأ، فوهب له سمية.

ويقال إنها كانت أمة لدهقان الأبلّة. فقدم الحارث الأبلة، فعالج ذلك الدهقان، فوهبها له، فقدم بها الطائف. قالوا: فوقع الحارث بن كلدة على سمية، فولدت له على فراشه غلاما، سماه نافعا. ثم وقع عليها، فجاءته بنفيع وهو أبو بكرة، وكان أسود. فقال الحارث: والله ما هذا بابني، ولا كان في آبائي أسود. فقيل له: إنّ جاريتك ذات ريبة، لا تدفع كفّ لامس. فنسب أبو بكرة إلى مسروح، غلام الحارث بن كلدة، ونفى نافعا بسبب أبي بكرة. ثم إن الحارث تزوّج صفية بنت عبيد بن أسيد بن علاج الثقفي، ومهرها سمية. فزوجتها صفية عبدا لها روميا، يقال له عبيد، فولدت منه زيادا. فأعتقته صفية. وولدت صفية من الحارث ابنتين: أزدة، وصفية سمتها أمها باسمها. ويقال بل سمتها صفية. قالوا: فلما ظهر رسول الله ، وغزا الطائف، قال: «من خرج إليّ فهو حرّ». فوثب أبو بكرة الجدار، فخرج إليه، فأعتقه فصار مولى رسول الله . وصارت السنة أنّ من نزل من حصن أو خرج من العبيد من دار الحرب مسلما، عتق. وخشي الحارث بن كلدة أن يفعل نافع مثل ما فعل أبو بكرة، فقال له: أي بني أنت ابني وشبيهي، فلا تفعل كما فعل العبد الخبيث. فأثبت نسب نافع يومئذ.

وتزوّج عتبة بن غزوان المازني، حليف بني نوفل بن عبد مناف، أزدة بنت الحارث. فلما استعمل ابن الخطاب عتبة على البصرة، قدم معه نافع وأبو بكرة وزياد البصرة بذلك السبب.