للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد روي أن رقيقا من رقيق ثقيف دعاهم أبو بكرة إلى الإسلام، فأسلموا، وبعثوا إلى رسول الله يستأمرونه في قتال ثقيف في الحصن، ويعلمونه أنهم قد أسلموا. فقال رسول الله لرسولهم: «كم هم»؟ فقال: ثمانون. فقال: «إني أخاف عليهم أن يقتلوا ولكن ليخرجوا إلينا».

فتدلى منهم أربعون رجلا أو أكثر؛ ونذرت ثقيف بالباقين فحبسوهم. فأعتق رسول الله الذين نزلوا إليه، فصارت سنة في الرقيق يكون للعدو، فيخرج العبد منهم مسلما أنه يعتق.

وقال الواقدي. كانوا تسعة عشر؛ وكان فيهم الأزرق وكان عبدا روميّا حدّادا. وحدثني بعض آل أبي بكرة تدلى من الحصن على بكرة. فقال له النبي : كيف جئت؟ فقال: تدليت ببكرة. فقال: فأنت أبو بكرة. ويقال إنه كان يعرف بالطائف بأبي بكرة، لأنه كانت له بكرة يعلقها ويركبها. وقال ابن الكلبي: كان يكنى أبا بكرة وهو بالطائف.

- قالوا: وولّى عمر المغيرة بن شعبة البصرة. فهوي امرأة من بني هلال بن عامر بن صعصعة، يقال لها أم جميل بنت محجن بن الأفقم، وكانت عند الحجاج بن عتيك الثقفي. فكان أبو بكرة لا يزال يلقى المغيرة خارجا وحده، فيقول له أبو بكرة: أين يريد الأمير؟ فيقول:

أزور بعض من أحبّ. فيقول: إنّ الأمير يزار ولا يزور. وكان أبو بكرة رجلا صالحا، من الذين ﴿يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً﴾. (١). فتبع المغيرة ذات يوم، وكان متقنعا بثوبه، فدخل دار أم جميل. ودخل أبو بكرة دارا إلى جانبها، وصعد سطحا فيها مشرفا على الدار، فرآها وقد التزمته ولثمته.


(١) - سورة الفرقان - الآية:٦٣.