للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بكرة. فقال عمر: ذهب نصف المغيرة. ثم تقدم شبل بن معبد فشهد كمثل ما شهدا به. فقال عمر: ذهب ثلاثة أرباع المغيرة. ثم تقدم زياد، وكان شابا طريرا جميلا. فلما نظر إليه عمر، قال: والله إني لأرى وجها خليقا أن لا يخزى عليه اليوم رجل من أصحاب محمد؛ إيه، بما تشهد.

قال أشهد أني سمعت نفسا عاليا، ورأيت أمرا قبيحا، فأما ما ذكر هؤلاء فلا. فانتضى المغيرة السيف يريد أبا بكرة وصاحبيه. فقال: عمر: يا أعور أمسك، عليك لعنة الله وكانت عينه ذهبت يوم القادسية. ويقال يوم اليرموك. ثم أمر عمر بالثلاثة الذين شهدوا، فضربوا. ودرئ عن زياد حدّ القاذف، وعن المغيرة حد الزاني. وذلك في سنة سبع عشرة. وقال لهم عمر: توبوا. فتاب نافع وشبل؛ وقال أبو بكرة: والله لا أتوب من الحق؛ أشهد أنه زان. فأراد عمر أن يحدّه ثانية. فقا له علي: لا تفعل، فإنك إن جعلتها شهادة، رجمنا المغيرة لأنه قد تمت عليه أربع شهادات. فلم يجلده عمر. وحلف أبو بكرة أن لا يكلم زيادا أبدا. وكان أبو بكرة رجلا صالحا.

- قالوا: ولما قدم بسر بن أبي أرطاة القرشي، ثم العامري، البصرة وكان معاوية بعثه لقتل من خالفه واستحياء من بايعه أخذ بني زياد، وهم غلمان - عبيد الله، وسلما، وعبد الرحمن، والمغيرة وبه كان يكنى زياد، وحربا - وزياد يومئذ متحصن في قعلة بفارس، تعرف بقلعة زياد، مخالف لمعاوية، وذلك قبل أن يدّعيه معاوية. فقال: والله لأقتلنكم أو ليأتيني زياد أبوكم. ثم صعد المنبر، فذكر عليا بالقبيح وشتمه وتنقصه، ثم قال: أيها الناس أنشدكم بالله، أما صدقت؟ فقال أبو بكرة: إنك تنشد عظيما،