ما جمع فيها من الهدايا التي كان المجوس يتقربون بها، والأموال المعدة لنفقاتها. فصار إليه، فيما يقولون، أربعون ألف ألف درهم. فما أتى عليه الحول حتى أنفقها، وادان (١).
- حدثني أبو الحسن المدائني، قال:
كان أبو بكرة يقول: من أحبّ البقاء فليوطن نفسه على المصائب.
وكان يؤمّ الناس في شهر رمضان.
قال: وكان عبد الرحمن قد أسنّ وشارف التسعين. وكان يقول: إن الجلوس في البيت مهرمة ويخرج في كل يوم إلى المربد، فخرج يوما يريد المربد، فلما صار ببعض الطريق إذا هو بفتى على فرس يمرح. فقال لعبد الرحمن، وهو هازئ به: يا شيخ إنك لطويل العمر، أفلا تعقب؟ فقال له عبد الرحمن: يا بن أخي لا تقل هذا لعمك، فلربّ شابّ كان أشد مرحا منك قد طبقت باللبن على استه، فما مضى الفتى بعيدا حتى نفر به فرسه فسقط عنه واندقت عنقه، ولم يصل عبد الرحمن إلى منزله حتى بلغه خبر الفتى، فحضر جنازته. وكان يقول: موت الولد يصدع القلب، وموت الأخ قاصمة الظهر.
- وكان زياد حين شخص من فارس، قدم عبد الرحمن أبي بكرة فأتى الكوفة، ثم صار منها إلى الشأم، فعرّف معاوية خبر زياد. وكان جزلا.
- وقال أبو اليقظان: كان عبد الرحمن أول مولود ولد في الإسلام بالبصرة. وكان له قدر، وفضل، وكرم، وتنعم. وكان عليّ ﵇ ولاّه بيت المال. وولاّه زياد أيضا بيت المال. وفيه يقول أبو الأسود الدولي، وكان
(١) - في هامش الأصل: آخر المجلد الخامس منها، ولله كل حمد وفضل.