للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الرحمن يكنى أبا بحر:

أبو بحر أعم الناس فضلا … علينا بعد حيّ أبي المغيرة

لعمرك ما نهضت بنفس سوء … بها وهنّ ولا همم قصيره (١)

وقال أبو اليقظان: بنى أبو الأسود دارا. فكتب إلى عبد الرحمن يطلب منه جذعا لدار:

ألا أبلغ أبا بحر خليلي … فنعم أخو المودّة ذا الخليل

بأن قد تم بعدكم بنائي … وضن عليّ بالمعروف قيل

فهب لي من جذوعكم جذوعا … وأكثر ليس خيركم الغليل (٢)

فبعث إليه بما طلب. ومات عبد الرحمن بالبصرة.

- قالوا: وقدم عبيد الله بن أبي بكرة على زياد قبل مرضه الذي مات فيه بيوم أو يومين. فأمر زياد سليما مولاه بمحاسبته والاستقصاء عليه، وقال:

إنه مسرف متلف. وكان جوادا. وقال له: يا سليم لا تقولن: «ابن أخي الأمير»؛ فإنك إن أصبحت ولم تعرفني خبره فيما جرى على يده، لقيت مني ما تكره. فدعا سليم بالسرج والكتاب، وأحضر عبيد الله وعماله. فبينا سليم في ذلك، إذ جاءه رسول زياد، وإذا هو شديد العلة. فشغلوا عنه. ومات زياد بالكوفة، وهو أميرها وأمير البصرة، وعامله على البصرة سمرة بن جندب. أصابته حمة شديدة، ثم أصبح وإصبعه تضرب عليه من عرفة (٣) عرضت له فيها. وذلك في سنة ثلاث وخمسين. وصلى على زياد: عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية، وولي الكوفة بعده لأنه أوصى بذلك؛


(١) - ديوان أبي الأسود - ط. بغداد ١٩٥٣ ص ٢١٤ - ٢١٥ مع فوارق.
(٢) - ليسوا في ديوانه المطبوع.
(٣) - في هامش الأصل: العرفة قرحة تخرج في بياض الكف.