- حدثني أبو محمد التوزي، عن الأصمعي، عن أبي عمرو بن العلاء قال:
وقفت امرأة من الأعراب على عبيد الله بن أبي بكرة، وهو أحد أجواد العرب المذكورين، فقالت:«إني أقبلت من أرض شاسعة، ترفعني رافعة وتخفضني خافضة، لملحات من البلاء، برين جسمي، وهضمن عظمي، وتركنني ولهى أمشى بالحضيض، وقد ضاق بي البلد العريض، مع كثرة من الولد، لا سبد لهم ولا لبد. فسألت في أحياء العرب: من المرء المرجو خيره، المحمود نيله، الكريمة شمائله؟ فدللت عليك. وأنا امرأة من هوازن. فافعل بي واحدة من ثلاث: إما أن تردّني إلى بلدي، أو تقيم أودي، أو تحسن صفدي». قال: بل أجمعهن لك. ففعل.
- وحدثني محمد بن عثمان مولى الكريزيين، حدثني أبي:
أن عبيد الله [بن عمر] بن عبيد الله بن معمر التيمي، من قريش، دخل على عبيد الله بن أبي بكرة وهو في دار قد ابتناها في سكة سمرة بالبصرة، وأنفق عليها عشرة آلاف دينار، فاستحسنها عبيد [الله بن عمر].
فقال له ابن أبي بكرة: هي لك بجميع ما فيها من الفرش والآلة والرقيق.
فقال: بل يمتعك الله بها ويعمرها بك. فحلف عليه ليقبلنها، وخرج عنها.
فهي اليوم تعرف بدار المعمريين.
- وحدثت أن عمرو بن أبي سيارة المزني كان يصّلى في بيته في ولاية ابن أبي بكرة، فسمع خشفة في البيت، فقام عند الباب. فخرج عليه رجل كالجمل المحجوم، فضرب بالباب في وجهه، وضربه عمرو بالسيف وأخذه